ومرّت سنة على الإمارة/ د. عصام حداد

لـم نكن ننتظر، لا من الشرق ولا من الغرب، ليطوّبوك (الأمير).. فأنت طُوّبت على قلوب محبّيك من زمان.
يكفي هوسك الدائـم بلبنان، وجهدك المستمر في سبيل الفكر، وعملك ليل نهار، في الخفاء، لتنشّىء طلاّبك على التشبّث بوطنهم الأم.
من قال، إن الذي، منذ ثلاثين سنة، يسكن أستراليا وكأنّه نازل لتوّه من مجدليّا، ببراءة الروح، وحلاوة القلب، وصفاوة الفكر، ونضارة الأدب؟
ومهما سبكتك الحادثات، تبقى الإبريز في مصهرة الأيام، خالصاً نقيّاً لا يشوبه تراب.
يكفيك أنك حامل في الغربة همّ الشعر ومجد الوطن. تدلّ على العورات للإصلاح والصلاح. تحفز هذا.. تؤنّب ذاك.. ودائماً في هيصتك المعهودة، ولجلجتك المحبّبة، وأسلوبك القاسي اللذيذ.
أتمنّى ألاّ تبهرك الإمارة، فترمي منجلك أيها الحصّاد الماهر، الذي يحصد الأخضر واليابس، ولا يخلّي وراءه إلا كما يريد، أو العفير أو الإخضرار.
لقد أضحت مسؤوليتك أكبر، وعيون الشعر والأدب عليك. ليس عشرة عشرة، بل ألف عين وعين. وقّاك اللـه من إصابة عين، يا من أنت في قلبي وعيني.
في الذكرى السنويّة الأولى لإمارتك الأدبيّة، يسعدني، يا صديقي شربل بعيني، أن أكون أول المهنّئين.
**